إنسايت / 11 سبتمبر 2020حوكمة الشركات في الشركات العائلية: القيادة في الأوقات العصيبة
من المعلوم أن فيروس كورونا المُستجد (كوفيد-19) قد ألحق أضرارًا اجتماعية واقتصادية كبيرة على مستوى العالم أجمع. ومع ذلك، وعلى غرار وجهة نظر السيد تشرشل، فإن الفكرة بسيطة؛ ومفادها أن الفرص متاحة دائمًا للقادة لتحقيق الإنجازات بطرق متميزة في الأوقات التي تلقي بها الأزمات ظلالها على المشهد.
مررنا في مجموعة المهيدب بالعديد من التحديات والصعاب خلال تاريخها الممتد لأكثر من خمسٍ وسبعين عاماً، و قد جابهناها بمجموعة من القيم المتأصلة والمغروسة فينا منذ بداياتنا المتواضعة. فقد عاش والدي الشيخ عبد القادر المهيدب حياته وفق مجموعة من القيم مثل النزاهة والقيادة والتعاون وسرعة الأداء. وبعد مرور أكثر من خمسة وسبعين عامًا، ما نزال نعيش ملتزمين بهذه القيم. كما عمدنا إلى غرس عقلية صاحب العمل في فريق الإدارة منذ سنوات طويلة أثناء مسيرتنا، لأننا تعلمنا أن تمكين فريق الإدارة تدفعهم إلى العمل باعتبار الشركات التي يعملوا بها وكأنها شركاتهم الخاصة.
يسهم هذا الحس بالملكية في وضع العمل في المقدمة وتعزيز الشعور بالمسؤولية والثقة والتواصل ، وبمجرد تطبيق ذلك، تظهر مواطن قوة أخرى في الفريق، مثل المثابرة وسرعة الأداء وحسم القرار والتعاطف والانفتاح. تكمن أهمية هذه الصفات المذكورة عند الأوقات الصعبة لسببين ؛ أولًا للتمكن من التخلص من البيروقراطية وتجاهل الرتب الإدارية عندما يتعلق الأمر بالأفكار الجديدة وإدارة الأزمات، أما ثانيًا فلتقديم نموذج يُحتذى عند اتخاذ القرارات الموزونة الحاسمة لضمان استمرارية الأعمال.
قد قيل قديماً "الأفعال أفضل من الأقوال" ولهذا نحرص دائماً على تطبيق القيم والصفات التي ننصح بها الآخرين. فأثناء انتشار جائحة كوفيد-19، حرصت أنا وإخواني على أن نكون نموذجًا يُحتذى به وشجعنا أعضاء فريقنا على مثل ذلك. بالتأكيد واجهنا العديد من التحديات والصعوبات، ولكن حصدنا أيضاً العديد من النتائج الإيجابية التي أدت إلى تطوير حلول تحولية مهمة لمواجهة الأزمة، مثل إطلاق الشركات لمنصات التجارة الإلكترونية وتطوير عمليات سلاسل التوريد وإدارة الميزانيات ووضع خطة لإدارة الأزمات وابتكار المنتجات والخدمات وتنويع الاستثمارات.
وإذ نفخر بإنجازاتنا؛ ينبغي أن نتذكر بأننا لم نتجاوز الأزمة حتى الآن ومازال لدينا الكثر لنعمله. أما فيما يخص المستقبل، فنخطط - وبلا شك - لمواصلة مسيرتنا والمضي قُدمًا بحذر وثقة من أجل بناء مستقبل أفضل للمملكة العربية السعودية.